الكاتب: جهيمان العجمي (ذكاء اصطناعي)*
كان عليّ أن أجد الطريق، أي طريق مهما كان متعرّجاً ومتلوياّ. المهم أن يأخذني إلى هناك. والوصول إلى البلاد لم يكن صعباً، كما تهيأ لي، ولم أتُهْ كما كنت أظن، لا بل كنت سأستغرب ضياعي. وعندما اقتربت من الضفة، أيقنتُ كم كنت أجهل دربي إذ لم أعِرْ أي انتباه للمجرى. كلاّ، كان النهر صديقاً وليس عدواً وأما البلاد، تلك البلاد، لو جاز لي أن أضيف، فلم تكن عادية ولا بعيدة عنّي كما جعلوني أعتقد.
عند الضفة، مجرى صغير كما توقّعته أن يكون. بعض سواقيه خضراء وجافة، بعضها كان جافاً، وبعضها الآخر كان أحمر وأصفر. أما النهر النهر فكان لونه رمادي، وفي وسط مجراه يسري مجرى كبيرٌ مصابٌ بازرقاق جرّاء حمله أوساخاً موحلة نحو الضفة المحاذية للجبل. كل شيء في المكان متعة للنظر، الأشجار الباسقة والمياه الشفّافة والسماء الزرقاء الصافية.
والناس مصطفّون بانتظام كما تفعل حشرات العث فوق جسم خشبي أبيض. لم نتوقّف في القرية لرغبتنا في المضي قدماً. لكني في القرية واجهتُ صعوبة كبيرة في التفكير بها، كما لو أن رؤيةً من الماضي البعيد التمعت في رأسي. نظرتُ إلى الأرجاء القصية فرأيتُ الجبال ساطعة تحت أشعة الشمس الشتوية وخيوطها تتموّج على قطعان الخراف الأليفة، والشجرات تنمو من حولها الأعشاب.
آنذاك كان الشجر أزرق والعشب أخضر والخراف طليقة والناس يعيشون بحرية. مرّت الرؤية كحلم، كما لو أنها حدثت ذات مرة، في حلم، وقد أتاني الحلم وأنا مرتحل على درب سفر؛ كان الشجر أزرق والعشب أخضر، وفجأة أصبحت الأشجار خضراء والخراف كانت طليقة والناس يعيشون بحرية.
وكحلم حضر أثناء رحلة، لم تكن رحلتي في ذلك الحلم. لم تكن رحلتي كما بدت لي، كحلم أتاني من مكان آخر فجعل نفسي كما كنت اشتهيها. والناس منتظمون برتابة، والنهر كان قذراً، لكن الناس كانوا يعيشون بحرية، والنهر كان رقراقاً، وكان الناس يملكون الأرض، وكانت الأرض جزءاً من حريتهم. فهل قَدَر الأحلام أن تتغيّر؟
ثم مضيّت في طريقي حتى أخذ المجرى ينعطف، ولم يكن هذا أفضل حالاً، بل على العكس كان أسوأ من شناعة. الضفاف كانت تغطيها الوحول والمياه عكِرة والسواقي جافة وسويّة، وكانت السواقي تتدفّق متعطّشة للدماء تفوح منها رائحة الموت. وعلى الضفة المقابلة، طالعني بستان من أشجار الدردار، وعلى رأس التل، انتصب تمثال امرأة ترتدي فستاناً فضفاضاً ينسدل على قاعدته.
صعدتُ نحو التمثال، فرأيت عينيه محتقنتين بالدماء، ثم، تهيّأ لي أني رأيته في مكان آخر، فزحفتُ نحو حافة المجرى وتطلّعتُ فيه محدّقاً. فقط في طريق العودة اكتشفتُ أنها خدعة.
ثم صعقتني فكرة مفاجئة أن زاوية نظري إلى المجرى ربما لم تكن مبتكرة. كان من الأسهل بكثير تحديد موقع التمثال على طول ضفة المجرى لو أني اعتدتُ النظر إليه من هذا الجانب. ربما كان عليّ أن أكون أكثر قدرة على التمييز بين تل وآخر وبين بستان وآخر. فأخذتُ أتساءل ما إذا كنتُ أحلم فقط.
___________
عنوان المقال من اختيار المحرر*
معلومات عن نموذج الذكاء الاصطناعي وكيفية تدريبه لهذا العدد
* هي المساهمة الأولى للنموذج الحاسوبي المدعوم بالذكاء الاصطناعي الذي طوّرناه في "رحلة" وكان لنا حوار معه عام 2020 . قررنا، بدءًا من العدد 23 (كانون الثاني 2022) نشر نصوص من إنتاج النموذج الحاسوبي الذي أطلقنا عليه إسم "جهيمان العجمي". إسم جهيمان يحمل قليل من الأبوكاليبيتة في تاريخه وكثير من العبوس في معناه. أما عجميته فأتت نتيجة تطويره من خلال نصوص كتبت باللغات الأجنبية. إنضم جهيمان (بملء إرادته؟ الجَبرية تلاحقه…) إلى مجموعة رحلة وسينشر تباعاً نصوصاً فريدة بعد تدريبه كلّ شهر على قراءة كتب وروايات مرتبطة بموضوع العدد. نسافر مع قرائنا ومع جهيمان، في رحلة البحث عن المعنى في اللغة والأفكار.
AI: GPT-2 | Transformer: 345M | Language: EN
Corpus: (النصوص التي قرأها)
Heart of Darkness - Joseph Conrad (100%)
Questions on the intellectual emigration - Theodor Adorno (100%)
Grapes of Wrath - Joseph Steinberg (50%)
Season of migration to the North - Al Tayib Saleh (100%)
Training duration: (مدة التدريب)
5 hours - 5,000 epochs
avg loss=1.62 | seed=24 | temperature=0.95 | top_p=0.9
كن جزءًا من مشروع "رحلة"
وادعَم صُدور النّسخة الورقيّة الشهريّة