تقول شجيرة :
ما هذا الذي يظلّلني؟
من أقام كل هذا الإسمنت؟
متى أُقيم كل هذا الإسمنت؟
وأنا التي اعتدت:
أن أحرّك أوراقي،
أن أعدّ أشواكي!
في هذا الوقت!
هذا وقت الشمس،
فكيف أنت..
ليلاً أصبحت؟
تردّ زهرة:
وأنا اعتدت دفع قطرات الندى
عن بتلاتي الوردية
إلى التراب الدافئ حولي
وأحدّد الوقت الملائم لذلك
باللحظة التي
تنير فيها قطراتي
تحت شمس النهار
لكن الجدار
الجدار
يظلّلني،
لا أدري ما الوقت!
يردّ المبنى الخرساني بصلافة مَن وُجد هنا منذ بداية الزمن:
ليس الحقّ في الاعتراض
لمثلكنّ..
قد أزعجَ انسياب ظلّي
على الحجارة الصّماء
وجودكنّ..
آه وظل أوراقكنّ!
ظل أوراقكنّ
لوث ظلّي القاتم
ظلّي الجاثم
على كلّ التفاصيل.
تصرخ المستوطنة،
بصوت كالرصاص:
ظلّ منازلي المؤقّتة
يغرقكم جميعاً
في ظلمة حالكة!
فأسكتوا ظلّكم!
تهمس زهرة الخرفيش:
يا شجيرات، لا تخفن..
ما فتئت أزحف إلى الجبل من الوادي
سأصل!
كن جزءًا من مشروع "رحلة"
وادعَم صُدور النّسخة الورقيّة الشهريّة