"الجزء الثاني"
قاطَعَهما ضجيج الجيران، وعِراك يحصلُ بينَ امرأة، وزوجها قبالة الشباكِ الذي يجلسُ جايمس، والسيّد.
يَسألُ جايمس بفزع، سيدي، سيدي، ما كلّ هذا الضجيج؟
لا تَقلقْ يا جايمس، هذا يحصلُ كلَّ يوم، وفي هذا الوقتِ تحديداً، يبدو أنَّ زوجها عرفَ بعشيقها السرّي، لا أدري ربما الأمور تجري فوق عادتها هذه المرة.
يَسمع جايمس صوتًا يقول: "سأقتلكِ حتمًا أيتها العاهرة."
تقف زوجتهُ أمامه وتقولُ: "أنا في انتظارها،" ويُطلق عليها النار ولحسن حظها أن يد زوجها ترتجف. تنطلق الرصاصة، وتَخرجُ مباشرةً منَ الشباك إلى جبهةِ جايمس الذي يتمتم وهو يحتضر: "تباً للذي علّمكَ استخدام البندقية حتى الرصاصة أيضاً تسعى نحو موتها". يسقط الفنجان من يديهِ ويموت.
يُطِلُّ الجيران ويعتقدونَ أن السيد انتحر. يا للمسكين لقد قضى حياتهُ بائسًا، سنطلب الشرطة وأرجو أن يدفنوه في مزبلة أو مجرور.
السيّد لا يزال فوق الصدمة وتحتها يفكر بسرعة قبلَ أن تأتي الشرطة. يسحَبُ الجثة إلى الخزانة، ويقترب من أذن الجثة، ويقول: "أنت أردت أن تعرف ما بداخل الخزانة، يا صديقي إنه طموحك." يضعهُ داخل الخزانة، ويغلقها عليه.
***
يعُمُّ الصمت المكان، يجلسُ السيد على كرسيهِ ويقول: "ما هذا الهراء كله، إنها ليلة بائسة جداً."
لا يزال باب البيتِ مفتوحًا، يُسمعُ صوت أحدٍ يصعَدُ الدَّرج بهدوء. يبدو أن الشُّرطة أتت وأخيرًا. لكنّ الشرطة لا ترتدي كعبًا عاليًا. صوت خطواتها يشبه موسيقى فيلم "لا لا لانْد"، وقد تكون محقِّقة وليست محقق. على كلّ حالٍ، سأرتدي الجاكيت وأجهز نفسي للذهابِ إلى السجنِ لفترة ريثما تُثبت براءتي.
يَقترب الصوت من مدخل المنزل، إنها امرأةٌ تحملُ مجلةٍ، وتحملُ نفسها أيضاً.
تَقترب من الباب، وتسأل بصوتٍ خفيف، أنت الذي ينادونه "السيّد"، والذي يتركُ بابَ بيتهِ مفتوحًا دائمًا؟
نعم أنا هو، ماذا تريدين؟ ألستِ منَ الشرطة؟
كلّا يا سيّدي، لكنَّ جايمس منذ البارحة قالَ لي: "سأذهب للسرقة، في آخر الشارعِ يوجد بيت شخصٍ يُدعى "السيد"، سمعتُ أنَّ باب بيتهِ دائمًا مفتوح وأن عنده خزانة يوجد فيها الكثير للسرقة، إذا تأخرت ولم أرجع يا كاندي إذهبي إلى منزل هذا الشخص، هل فهمتي؟"
حسناً يا جايمس.
الآن قل لي يا سيّدي، ألم يأتِ جايمس إلى هنا؟
يتلبك السيد قليلاً ويقول: لا يا كاندي لم يأتِ جايمس إلى هنا، أرى أنّكِ تحملين مجلّة هل تعملينَ في الصّحافة؟
لا يا سيّدي أنا سارقة، هل بوسعي الجلوس لانتظار جايمس عندك؟
طبعاً تفضلي بالجلوس.
ولمَ تسرقين يا كاندي أرى أنك شخصٌ جيد؟
لا دخلَ يا سيدي إن كنتَ جيدا أم لا بالسرقة. أنا أسرقُ لإطعامِ عائلتي، أمي في المستشفى ليس في وسعي الدفعُ لهم.
أنظر مثلاً، في المستشفى هنالك درجات: درجة أولى وأُخرى ثانية، و"أَخرى" ثالثة، سيدي الموت هنا، وهناك، ستموت إن كنت تأكل الخبز المحروق مع عصير "جلول".
أو تأكل السباغيتي مع عصير "ليمون"، وحتى في الجنة هنالكَ درجات، لكن ما يدهشني في الجحيم أيضًا وحتى بيتكَ له درجات.
أرأيت! العنصرية منذ بدء الخليقة. لذلك سأسرقُ دائمًا. السرقة أشرفُ من كلِّ هذا. وسأجني أيضاً الكثير وأُحسِّن من وضعي أنا، وعائلتي، وجايمس.
أيتها المُغَفلة، الموت، والضرائب هذا الذي ستجنيه.
حسنًا ماذا أفعل غيرَ ذلك برأيك؟
شيئا أكثر من النوايا الحسنة، والخبيثة أيضا، الفوضى.
لكن هل جايمس زوجك؟
نعم يا سيّدي إنهُ كل شيء بالنسبةِ لي.
يصمت السيّد قليلاً يفكر بما حصل ويغير الموضوع ويقول: "ما رأيك بالحياة يا كاندي؟"
سيدي الصغير:
الأشخاص يخافون مما يهدد حياتهم
وليس ما يهدد عقليتهم
مثلًا:
في وسعك فتح شركة وتسميتها "كورونا"
أو محل لبيع سجادة صلاة على باب القيامة، أو مع "تايد للغسيل لا يوجد مستحيل". أو، لو كان عندك مقابلةً، حاول أن تأكل البصلَ قدرَ المستطاعِ، هكذا ستختصرُ الكثيرَ من الهراء، وأنت يا سيدي كيف ترى حياتك؟
لا بأس يا كاندي إن كلامك جيد نوعًا ما، أما حياتي فلا، إنها تشبه أحدًا سرق محفظة سيدة فوقعت منه، ثم جاء شخص ثالث ليعيدها إلى السارق ظنًّا منه أنها له
هكذا هي حياتي يا كاندي.
باختصار، أقول عليكِ أن تكونِ مشرّدة كفاية لكي تدركي أن العالم كله ليس بيتك... آه رأسي يؤلمني.
يبدو أن لديكَ صداع في مؤخرتكَ لا رأسكَ يا سيدي. اللوحة المعلّقة على الحائط جميلة.
نعم إنها صورة تشيلو يجلس وحيدًا بين فخذي امرأة مثيرة حقًا. إن التشيلو رائع.
التشيلو أو الأفخاذ؟
حسنا حسنا لن أكون فظًا، التشيلو يحب ممارسة الحب أيضًا.
أيها المحتال عندي فضول بأن أعرف ماذا يوجد داخل خزانتكَ حتى يتحدث عنها الجميع.
يتفاجأ السيد بسؤالها ولا يدري ماذا سيقول.
بسرعة يفكر وتخرج الكلمات منه. وبضحكة ساخرة، يقول يبدو أن السر صار سرّين، لا يوجد فيها شيء يا كاندي لذلك يوجد فيها كل شيء.
بالمناسبة، تذكرتُ حين سألني جايمس بلهجة جدّية:
سيّدي هل تحب مشاهدةَ الأفلام؟
هل تملكُ حساباً؟
لا يا جايمس
دعكَ من هذا النّفاق كله
أُنظر في وجوههم
وستجد حسابكَ على "netflix" مباشرة.
الأخلاقيات، التباهي بالصح، والخطأ، والوعي
تافهون جدًا
الإنسانية مجرد دراما.
كن جزءًا من مشروع "رحلة"
وادعَم صُدور النّسخة الورقيّة الشهريّة