عليّ إنهاء هذا النص، أو البدء به
لا لا، علي إنهاء حياتي أوّلاً،
إنه يوم الخراء الإثنين، اّخر يوم لتسليمه إلى "رحلة"،
ولتسليمي بالفاكس لإحدى إعلانات المرسيدس
"هكذا دهستهُ سيارة مرسيدس "قطش" قديمة الطراز،
وهو يقطع الطريق بمقصٍ،
والحمدلله على سلامة السيارة
لم يهمها شيء
حديدها قوي جداً
أولاد العاهرة! كنت سأعطي سائقها
ألفين ليرة."
- سألت نفسي: حسناً، ماذا تفعل في حياتك؟
لا أفعل شيء
لذلك أبذل قصارى جهدي،
ودائماً ما أكون مريض.
ذهبت اّخر مرة للمستشفى
ففقدت إحدى كليتيّ
أذكر أن الطبيب قال لي بنبرةٍ جديّة:
محمد عليك أن تقلع عن التدخين.
قلت له:
حسنا هنالك طائرة تقلع، أنظر!
أمزح فحسب، سأحاول أن أفقد اليمنى إذاً،
وقال لي أيضاً عليك الإبتعاد عن الملح
فتذكرت البحر،
لا أدري لماذا!
- ولماذا أتيت إليّ؟
لا أدري!
كل إنسان يحاول أن يرى حياته، ويسعى ورائها.
إنهم دراماتكيون نوعاً ما
وقُرطة من التافهين،
وأنت ماذا تَرى؟
أغمض عيني فقط!
أحيانا تتوقف حياتي تحت نافذة بيتي
بسيارة ليموزين بيضاء طويلة
تنتظرني،
لكنني لا أنتظرها.
الجميع سيحاول أن يعيش حياتك
عوضاً عنك
عليك أن تعمل، عليك أن تتغير،
عليك أن ترقص، تغضب، تفعل، تمزح، تضحك
وإذا بقيت الأوضاع هكذا
عليك السلام ورحمة الله وبركاته.
الجميع سيحاول قتلك
ليست مؤامرة طبعا
لكن سيقتلونك بالبكاء،
بالنصائح الفارغة، بتغيير العالم،
بالوعي، بالبساطة
إحذر منهم
سيخرجون من جيبك، من محفظتك
سيخرجون من سحاب بنطالك، من ضوء السيارة،
من علاقة المفاتيح، من درج الخزانة،
سيخرجون من البوكسر
ومن النص الذي تكتبه الاَن
لا تقف هكذا،
تذكر أنك تشبه الكارثة.
ومنذ الاّن لا تعتذر لأحد
سوى للنملة التي دهستها ذات يوم.
كن جزءًا من مشروع "رحلة"
وادعَم صُدور النّسخة الورقيّة الشهريّة