- حاولت ربط حذائي، فَرَبطتُ البيتَ، وغادر.
لا شُغلَ لي، غَيرَ أنّي طُرِدتُ منَ النعيمَ مَرَّةً، ومنَ الجّحيم مَرَّتينِ، ومن حياتي الكثيرَ الكثير
صادفَ أنني رأيتُ نبيّاً يرتدي بزَّة رسميّة ، وجرافات ملوَّنة، وحوله مسلّحين
وصادفَ أيضا أنني سمعتُ شخصاً يقولُ لصاحبهِ سنُصلّي في القدس، والمسجد قربَ بيتِهِ.
-... على عجلةٍ من أمري، سَرَقتُ سَيّارَةَ والدي التيوتا، ومضيتُ لأعودَ بأخي آخرَ اللّيل مِن عندِ حبيبتهِ
أحدهما غيمة، والثاني شجرة، والثالث عصفورٌ لم يعد بعد.
أماميَ موكبٌ منَ السيّاراتِ
قلتُ: ربّما حفلُ زفافٍ أو جنازة، على كلِّ حالٍ، الأربع اشارات مضاءة، والطريقُ شعرُ امرأةٍ أسود.
فكرتُ،
- قالَ صاحبي قربي على المقعدِ، ليسَ بوسعِكَ أن تدوبل عنهم، فالطريق مزدحم، وهذا أفضل لكَ ولي، وللسيّارة
سَألتهُ، ولمَ؟
- قال: ربما الله أَجَّلَ موتنا هذه المرّة تَشَكَّرهُ ولا تُسرع
- قلت: يا غبي!؟
وأيضاً بوسعِ الله أنْ يؤجِّلَ موتنا، وضيقة خلقي، وأنا مسرعٌ أدوبلُ عن حياتي حتى، فاصمت أرجوك.
قالَ لو معي موعدُ موتي
كنتُ قبلَ الموتِ بخمس دقائق، نَظَّفتُ أسناني، وأكملتُ آخرَ سنٍّ
لأني كسرتهُ وأنا أعلكُ روحي
كل ذلكَ، لأقابلَ ملَكَ الموتِ بابتسامةٍ هولييوديّة.
- قلتُ: في مقبرةٍ ما، عندَ رخامةٍ تنشرُ غسيلَ جلودهم
سأكون أَحدَ الضالّين، ودليلاً سياحيّاً للأرواحِ التي سكنت الجحيم منذ الأبدْ
- قال: عيني باصٌ مدرسيٌّ قديم، كتبَ على زُجاجهِ الخلفيّ "لا تنتبه"
اصطدم قدرَ استطاعتِكَ وامضِ، أنا أُصلحْ لكَ على حسابي
لا شأنَ لكَ بالباقي، إمضِ فقطْ.
- قلتُ لكنني مضيت، فتشردقتِ الطريق
وضربتُ لها على ظهرها فتجشأتني، حملقتُ في اشارة السيّرِ
ذكرتني بقلبي، إنّها تنَظِّم حركة المرورِ فقطْ.
- قالَ: هل دفعتَ ثمنَ القهوة، لا أملكُ غيرَ جيبي في يدي
قلتُ "يا ريت" هذي يدي التي في جيبكَ، لنذهب.
كن جزءًا من مشروع "رحلة"
وادعَم صُدور النّسخة الورقيّة الشهريّة