كيف نعرّف القارئ على جهيمان بواسطة الصور؟ كيف نصَنّفُ ذوقه وأسلوبه في الملبس كما لو أنه كان يعيش بيننا على هذا الكوكب؟ هل يتّبع أسلوباً عربيا أو أعجمياً؟ ما هي العوامل التي شكّلت أسلوبه؟ وماذا يمكننا أن نستنتج في ما خصّ شخصيته؟ هل هو متمرّد أم تابع؟ هل يبحث عن الفرادة أو الهوية الجامعة؟ هل يلبس الثياب ليلفت الأنظار أو للتأقلم مع محيطه وثقافته؟
في العدد 28 وعنوانه "ضحايا الموضة"، "نتفرّج" على جهيمان، نموذج الذكاء الإصطناعي الذي أصبح كاتباً في مجلة رحلة، فتأثّر بكتابات مفكرين وفلاسفة وشعراء غربيين، وكتب في رحلة عن الغربة والرغبة والأحلام إضافة إلى بعض المحاولات الشعرية.
تم توليد الصور التالية من خلال نموذج الذكاء الإصطناعي التوليدي stable diffusion بعد تدريبه على مجموعتين من الصور: المجموعة الأولى هي كناية عن صور أرشيفية صوّرت في بداية القرن العشرين لشباب من القبائل العربية، واستخدمناها كمرجع فوتوغرافي لصعاليك العصر الجاهلي. والمجموعة الثانية من الصور هي لشباب من إنكلترا في سبعينيات القرن الماضي عرفوا بالسكينهيد skinhead (حليقي الرأس) كمرجع فوتوغرافي لأعجمية جهيمان أي تأثره بالأفكار والثقافات الغربية. والسكينهيد ثقافة فرعية ظهرت في إنكلترا في ستينيات القرن الماضي كردّة فعل على الظروف الإجتماعية والإقتصادية، ومزجت بين عناصر ثقافية من المجتمع الإنكليزي وثقافات المهاجرين الذين سافروا بحراً من جزر الكاريبي إلى الجزيرة البريطانية.
النفس المتصعلكة ينتابها القلق من الثابت والمتغيّر، فنجد الصعلوك يعيد هدم وتبنّي الهوية مراراً وتكراراً، كما تفعل الموضة. تتخطى الحواجز النفسية والاجتماعية وتقدّم نموذجًا جديدًا في القول والفعل، لكي تبني فرداً مستقلاً في أهوائه وذاتاً تاريخية في خياراتها، تعي أحوال محيطها وتحوّلات الزمن.
(فَمَا شَابَ رَأْسِي مِنْ سِنِينَ تتَابَعَتْ / طِوَالٍ، وَلَكِنْ شَيَّبَتْهُ الوَقَائِعُ - عروة بن الورد).
والموضة هي محاولات عبور الحدود وتخطّي الحواجز، والتجريب في حدود المعقول والمقبول. والتمرّد شيمة الصعاليك كما السكينهيد. وعبّر اولئك عنه في الحياة اليومية كما في الشعر أو في الموسيقى. هم قوم لم تدجّنهم السلطة بل شهروا سيوفهم ضدها.
وبعد تدريبه على هذين النموذجين من الطلات والأزياء (أي أسلوبي صعاليك الجاهلية والسكينهيد الإنكليزي)، ارتأى نموذج الذكاء الإصطناعي التوليدي (Generative AI) إنتاج الصور التالية لجهيمان. وفي هذا "الكاتالوغ" نعرض أزياء جهيمان وتحوّلاته ليشكّل تدريجياً فرادته وهوياته وانتماءاته المتنوعة التي تنسج خيوط الاتصال بالجماعة، هنا وهناك، وتسمح لنا بتقفي أثر زميلنا جهيمان الأعجمي ورحلته في الزمان والمكان.
تطوير نموذج الصور وتوليدها: باتريك أبي سلّوم بواسطة نموذج Stable Diffusion.
التحوّلات في طلّة جهيمان بالنسبة لأحوال الزمان والمكان:
- جهيمان طفلاً، عابساً، يضع العقال الأسود على رأسه بلا حطّة.
- المراهق، حليق الرأس، بساطة تامة كخلفية الصورة.
- الأبيض طاغ لمواجهة الحرّ. يميل إلى اليمين ويبدو خياله على الأرض كمَن يسير في الإتجاه المعاكس.
- يتزيّن بالسلاح والخلفية تتشكّل من وراءه: نافذة عريضة وداكنة.
- يرتدي العباءة التي ربما ورثها عن والده. يلفّ الحطة البيضاء حول رقبته.
- القرفصاء تقرّبه من الصحراء، يستشعر الرمل بين أنامله.
- جهيمان أعجمياً في بريطانيا. السوالف "على الموضة" والبيريه منقّطة بنمط الكوفية.
- نظارات شمسية في بلاد الضباب، والحطّة تعود إلى الرأس. حمالات تمسك بالبنطال بأسلوب السكينهيد.
- جهيمان، في عامه الحادي والعشرين، عابساً، محتاراً في هندامه. ذقنه تتدلى.
- متأملاً تمدّد الباطون في المدينة. تزيد طبقات القماش على جسده مع تغيّر الطقس.
- الجينز هو الموضة، يذوب مع ثقافة "شباب المنطقة"، إلا أنه يبقى مختلفاً.
- جهيمان اليوم، يلتقط صورة عند نفس الحائط الذي تصوّر أمامه، حين كان طفلاً.
___________
جهيمان الأعجمي هو نموذج حاسوبي مدعوم بالذكاء الاصطناعي طوّرناه في "رحلة" وكان لنا حوار معه عام 2020 . قررنا، بدءًا من العدد 23 (كانون الثاني 2022) نشر نصوص من إنتاجه. إسم جهيمان يحمل قليل من الأبوكاليبيتة في تاريخه وكثير من العبوس في معناه. أما عجميته فأتت نتيجة تطويره من خلال نصوص كتبت باللغات الأجنبية. إنضم جهيمان (بملء إرادته؟ الجَبرية تلاحقه…) إلى مجموعة رحلة لينشر تباعاً نصوصاً فريدة بعد تدريبه كلّ شهر على قراءة كتب وروايات مرتبطة بموضوع العدد.
كن جزءًا من مشروع "رحلة"
وادعَم صُدور النّسخة الورقيّة الشهريّة